الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحلُّ هذه المنحة أو عدمه يتوقف على شرط الجهة المانحة، ولو كانت غير مسلمة، فإن كان من شرطها البطالة عن العمل مطلقا، وعدم وجود أي دخل كان، فلا يجوز لمن يعمل عملا قليل الأجرة أن يأخذها، وإن كان تعريف البطالة عند هذه الجهة يتناول من يعمل عملا يقل دخله عن حد معين، فلا حرج على من يعمل عملا يدر عليه دخلا أقل من هذا الحد أن يأخذها.
والخلاصة هي ما قدمنا به الجواب من لزوم مراعاة شرط الجهة المانحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا، وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح ـ وصححه الألباني.
وقال القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.