الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن دين الإسلام هو دين الله عز وجل الذي تعبد به عباده، وبعث به أنبياءه، وتوالت رسل الله للدعوة إليه بداية بأبي البشرية -آدم عليه السلام- وانتهاء بخاتم الأنبياء -محمد صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}، وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ {الأنبياء:25}، وقال تعالى: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ {الشورى:13}.
وقد حكى الله تعالى عن عيسى -عليه الصلاة والسلام- أنه بشّر برسالة رسول الإسلام, وخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول تعالى: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ {الصف:6}.
فكل الأنبياء جاؤوا بالدعوة إلى توحيد الله, وإنما اختلفوا في المسائل الفرعية، والتفاصيل الجزئية بما يتلاءم ويصلح لزمان كل واحد منهم، أو مكانه وطبيعة قومه، كما قال تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا {المائدة:48}.
وبخصوص الكلام الذى سمعته, فهو كلام باطل لا أصل له, ولا يلتفت إليه, فإن عيسى -عليه الصلاة والسلام- لم يثبت أنه يحضر عند كل محتضر نصراني، أو غيره, ولا يمكن أن يخيّر أحدًا بين الموت على الكفر والإسلام, وقد أرسله الله تعالى بالتوحيد, وتحذير الناس من الكفر والشرك بالله تعالى.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 100269.
والله أعلم.