الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التحاكم إلى شرع الله تعالى من لوازم الإيمان، كما قال الله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[النساء:65]. ويجب على العباد إفراد الله عز وجل بالتشريع كإفراده بالعبادة. قال الله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ[يوسف:40]. وقد حكم الله تعالى بالكفر على من حكم بغير ما أنزل الله، وحكم عليه بالكفر والظلم والفسق في آيات سورة المائدة وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[المائدة:44]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[المائدة:45]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[المائدة:47]. وهذا الكفر متردد بين أن يكون كفرًا أصغر أو كفرًا أكبر، بحسب حال الحاكم، وهذا قد بيناه في فتاوى سابقة، فالتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1808، 6572، 32864، 33662. والله أعلم.