الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك وجميع مرضى المسلمين.
وأما ما ذكرته من حال هذا الرجل، فإن كان صحيحا، فهذه شعوذة وأعمال سحرة، وإن تبرأ صاحبها من السحرة والكهنة والمشعوذين.
والقاعدة في هذه الأمور أن ما لا يعرف نفعه بالشرع، ولا بالتجربة المبنية على الأسباب الظاهرة؛ كتأثير بعض الأدوية في علاج بعض أمراض البدن، فلا يجوز اعتقاد نفعه ولا استعماله، ولا تصديق المشعوذين في ذلك، ولا العمل بتوجيهاتهم، بل ولا يجوز الذهاب إليهم.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في القول المفيد: طريق العلم بأن الشيء سبب، إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل: فيه شفاء للناس {النحل: 69}، وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {الإسراء: 82}.
وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعا في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهرا مباشرا، كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلا، فهذا سبب ظاهر بين، وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به، وهو لم يكن مباشرا، كالحلقة، فقد يلبسها إنسان وهو يعتقد أنها نافعة، فينتفع؛ لأن للانفعال النفسي للشيء أثرا بينا، فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم، كذلك الذين يلبسون الحلق ويربطون الخيوط، قد يحسون بخفة الألم أو اندفاعه أو ارتفاعه بناء على اعتقادهم نفعها، وخفة الألم لمن اعتقد نفع تلك الحلقة مجرد شعور نفسي، والشعور النفسي ليس طريقا شرعيا لإثبات الأسباب، كما أن الإلهام ليس طريقا للتشريع. اهـ.
فنحذر من السماع لهذا الرجل، ومن سؤاله وتصديقه، فضلا عن العلاج عنده.
وللفائدة، يرجى مراجعة الفتاوى: 110040، 145245، 270895.
والله أعلم.