الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العادة السرية محرمة، فالواجب عليك البدار بالتوبة إلى الله تعالى منها، ومهما تكرر منك الذنب فكرري التوبة، ولا تيأسي من رحمة الله، ولا تقنطي من روح الله، فإن الله تعالى غفور رحيم، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فكلما أذنبت فتوبي، وارجعي إلى الله تعالى، واعزمي على ترك الذنب، واندمي على فعله، ثم إن أذنبت أخرى فتوبي، ولا تملي التوبة، مادامت روحك في جسدك، وخذي بالأسباب التي تعينك على عدم العودة إلى هذا الذنب، وذلك كصحبة الصالحين، وكثرة ذكر الله تعالى، ودعائه، وتجنب النظر إلى ما يثير الشهوة، أو استماع ما يثير الشهوة، وتجنب الخلوة بنفسك في الأوقات التي تواقعين فيها هذا الفعل، ومجاهدة الخواطر وحراستها، فهذا من أعظم أبواب ترك هذا الفعل الذميم.
وانظري الفتوى رقم: 150491.
وأكثري من الدعاء، وخاصة سؤال الله الثبات، فأكثري من قول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ـ وقول: يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك ـ وقول: اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي ـ وقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها ـ ونحو ذلك من الدعوات التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تتضمن سؤال الله الهداية والثبات، نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك، ويوفقك للتوبة النصوح.
والله أعلم.