الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أن أسئلتك ناشئة عن شيء من الوسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بتجاهل الوساوس والإعراض عنها، وأما سؤالك الأول: فوضوؤك والحال هذه لم ينتقض، لأنه لا ينتقض إلا بيقين جازم أنه قد خرج منك شيء، وأما الشك فيستصحب معه الأصل وهو الطهارة.
وأما سؤالك الثاني: فإن الأصل في الأشياء الطهارة، ومن ثم فلا يلزمك غسل رجلك من هذا الشيء الذي أصابها.
وأما سؤالك الثالث: فإذا تيقنت انتقاض وضوئك وشككت في كونك توضأت فالأصل بقاء الحدث، قال في نيل المآرب: من تيقَّن الطهارة وشك في الحدث، وتيقَّن الحدث وشك في الطهارة، عمل بما تيقن وهو الطهارة في الأولى، والحدث في الثانية؛ لحديث عبد الله بن زيد قال: شُكِيَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم الرجلُ يخيَّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم: لا ينصرف حتى يسمَعَ صوتاً أو يجدَ ريحاً ـ متفق عليه، ولو عارضه ظن. انتهى.
إلا أن يكون بك وسواس فأعرضي عنه ولا تلقي له بالا.
والله أعلم.