الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي هذا الدعاء مخالفات من وجوه عدة، أحدها وصف النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يرد وصفه به في كتاب ولا سنة، وتضمنه طرفا من الغلو في مدحه وإطرائه الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله -كما أخرجه البخاري من حديث عمر رضي الله عنه-: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله.
ومنها التوسل إلى الله بسر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لفظ مجمل لا يدرى ما مراد قائله، والتوسل إليه بسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله أي بعبادته وتقربه إلى الله، وهذا النوع من التوسل مبتدع غير جائز، وإنما يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، أو بالأعمال الصالحة المتعلقة بالعبد ذاته والتي تقرب بها المتوسل إلى الله تعالى، كما يجوز التوسل إليه سبحانه بدعاء الصالح الحي، وما عدا ذلك فغير مشروع، ومنها سؤال الله أن يكشف للعبد سره المكتوم، وهذا من الاعتداء في الدعاء، فإن ما قضى الله بخفائه على العباد وعدم اطلاعهم عليه فلا سبيل إلى معرفته ولا العلم به.
وفي الأدعية المأثورة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والواردة في القرآن العزيز والمأثورة عن السلف الطيب ما يكفي ويشفي ويغني عن مثل هذا الدعاء المحدث المبتدع.
والله أعلم.