الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإعفاء اللحية هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية والقولية، فقد أمر بذلك في عدة أحاديث منها ما رواه
البخاري ومسلم عن
ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب.
وما رواه
مسلم عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس.
هذا وقد ذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة إلى تحريم حلق اللحية، وللشافعية وجهان في ذلك: التحريم والكراهة. وراجع لتفصيل هذه المسألة الفتوى رقم:
14055.
فإذا ثبت أن حلق اللحية محرم على القول الصحيح الذي تشهد له الأحاديث الصحاح والسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فليحرص المسلم على اتباع سنته والعمل بها، وألا يصفها بأنها تشين الوجه أو تضر بصحته، بل العكس من ذلك هو الصحيح أن اللحية تزين الرجال وتميزهم عن النساء. قالت
عائشة رضي الله عنها:
سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب. أخرجه
الحاكم.
ولكن لما انتكست فطر الناس صاروا يستقبحون ما هو حسن فطرة وشرعًا وعقلاً؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أما كون إعفاء اللحية يضر بصحة الوجه، فالطب يثبت عكس ذلك. وقد بيَّن بعض الأطباء فوائد عديدة لبقاء شعر اللحية منها: أنها تحافظ على نضارة الوجه، وحلقها يفقد مادة يؤدي فقدها إلى تجعد الوجه ويُبوسته. وراجع لذلك كتاب "تحريم حلق اللحية".
والله أعلم.