الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالعيدية التي يعطيها الآباء والأمهات لأولادهم شيء حسن وهو من باب بر الأبناء، ولا يخفى ما تثمره من تطييب لخواطرهم وتقوية لأواصر الرحم فيهم. ولكن تنبغي مراعاة العدل بينهم في ذلك، إلا إن تطلب الأمر إعطاء بعضهم أكثر لكبر سنه ونحو ذلك، والعدل بينهم في العطية واجب لعموم الأدلة في ذلك، وللحديث الشريف الذي أخرجه الشيخان وغيرهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، وقد أعطى أحد أولاده عطية، ثم جاء يشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا. قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. قال: فرد عطيته. وفي رواية لمسلم : فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق. وفي رواية أخرى: فإني لا أشهد على جور. كما يجب على الأب معرفة الأوجه التي يصرف فيها أبناؤه هذه العيدية، فإن كانت مباحة فبها ونعمت، وإلا منعهم من صرفها في ما يحرم. والله أعلم.