الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك طاعة أمّك فيما تأمرك به من إعانتها على أعمال البيت، وخدمة الضيوف، ولا يجوز لك مخالفتها، إلا إذا كان عليك ضرر في طاعتها، وليس كل ما تظنين الاشتغال به أمراً مهما، يبيح لك مخالفة أمر أمّك، إلا إذا كان واجباً شرعياً تأثمين بتأخيره، أو أمراً ضرورياً لمعاشك يضرك تأخيره.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ، وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. اهـ من الفتاوى الكبرى.
وراجعي الفتوى رقم: 76303.
واعلمي أنّ برّ أمّك، والإحسان إليها من أفضل الأعمال، وأرجاها ثواباً، وأحمدها عاقبة في الدنيا والآخرة، فاحذري أن تنشغلي بغير الواجب عن الواجب، أو بالمفضول عن الفاضل.
والله أعلم.