الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن أباك قد أخطأ خطأ عظيما، فيجب عليك أن تناصحه بالطريق المباشر، وغير المباشر، وتبين له قبيح ما ارتكب، وتدعوه إلى التوبة النصوح إلى الله تعالى.
وما فعله أبوك لا يسقط حقه في البر، فعليك أن تبره، وتطيعه في المعروف، ولا تهجره لما فعل، بل صاحبه معروفا، وأحسن إليه، مع مناصحته كما بينا، ولا يضرك أن تكون كارها له بقلبك؛ فإن العبد لا يملك قلبه، ولكن عليك ألا تعقه، أو تسيء إليه. وعليك كذلك أن تأخذ حذرك منه فيما يستقبل، بأن تتزوج في بيت آخر، وتمنع زوجتك من الخلوة بأبيك، وتأمرها بسد كل باب للريبة في تعاملها معه، ولا تترك هذا الاحتياط، إلا أن تظهر منه علامات التوبة النصوح، وانظر الفتوى رقم: 151487.
ونسأل الله لأبيك الهداية.
والله أعلم.