الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك شر الوساوس، واعلم أنّ الشرع قد أمر ببر الوالدين والإحسان إليهما، ومن برهما طاعتهما في المعروف، أمّا إذا أمرا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإذا أمرا بما يضر الولد فلا تلزمه طاعتهما، ولكن الطاعة تكون في الأمور التي ينتفع بها الوالدان ولا تضرّ الولد، فإذا أمرا الولد بالزواج من امرأة لا يرغب فيها أو بلبس معين أو طعام معين لا يحبه، فلا تلزمه طاعتهما في ذلك، قال ابن تيمية رحمه الله: لَيْسَ لِأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ أَنْ يُلْزِمَ الْوَلَدَ بِنِكَاحِ مَنْ لَا يُرِيدُ وَأَنَّهُ إذَا امْتَنَعَ لَا يَكُونُ عَاقًّا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَهُ بِأَكْلِ مَا يَنْفِرُ عَنْهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى أَكْلِ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُهُ كَانَ النِّكَاحُ كَذَلِكَ وَأَوْلَى، فَإِنَّ أَكْلَ الْمَكْرُوهِ مَرَارَةً سَاعَةً وَعِشْرَةَ الْمَكْرُوهِ مِنْ الزَّوْجَيْنِ عَلَى طُولٍ يُؤْذِي صَاحِبَهُ كَذَلِكَ وَلَا يُمْكِنُ فِرَاقُهُ.
وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.
واعلم أنّ علاج الوسوسة يكون بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، ومّن أعظم ما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.
والله أعلم.