الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام صحيح النسبة للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وقد قرره في مواضع متعددة، يقول رحمه الله: ثانياً: إذا ثبت أنها ليلة القدر، ولن يثبت ـ اللهم إلا بما يشاهد من قرائن الأحوال ولكنه لا يتيقن ـ فلا يخصص إلا ما خصصه الشارع وهو القيام، فليس للصدقة فيها زيادة أجر، ولا للعمرة فيها زيادة أجر، وهذه مسألة مهمة. انتهى.
وقال أيضا: تنبيه: هنا مسألة يفعلها كثير من الناس، يظنون أن للعمرة في ليلة القدر مزية، فيعتمرون في تلك الليلة، ونحن نقول: تخصيص تلك الليلة بالعمرة بدعة، لأنه تخصيص لعبادة في زمن لم يخصصه الشارع بها، والذي حث عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم ليلة القدر هو القيام الذي قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيه: من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. انتهى.
وقد بينا ما يشرع فعله في ليلة القدر في الفتوى رقم: 12054.
ويدل ظاهر كلام بعض الفقهاء على أنه لا حرج في تحري تلك الليالي المرجو فيها ليلة القدر بكثرة الصدقة، قال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله: وَلَا سِيَّمَا فِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ فِي الشَّهْرِ ـ أَيْ شَهْرِ رَمَضَانَ ـ فَإِنَّهُ أَوْلَى مِنْ بَقِيَّةِ الشَّهْرِ بِكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ، وَالْقِرَى، وَالِاعْتِكَافِ، وَالْقِرَاءَةِ، وَالتَّهَجُّدِ لِطَلَبِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ أَيْ الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَلِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْتَهِدُ فِيهِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ. انتهى.
والله أعلم.