الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففروع الإسلام ومسائل الاجتهاد التي اختلفت فيها المذاهب، ليس بالسهل أن يوضع لها حد جامع مانع، فضلا عن حصرها وعدها!! ويمكننا تقريب الموضوع بأنها: هي الأحكام التي تحتمل النظر ويسع فيها الخلاف، لكونها لا تتعلق بأصول الدين وقواعده الكلية، ولم يقم عليها دليل قطعي ينكَر على مخالفه.
وهنا ننبه على أن مثل هذا الخلاف في الفروع لا يقع بين المذاهب الإسلامية فحسب، بل يقع حتى بين شرائع الأنبياء ـ عليهم جميعا صلوات الله وسلامه ـ قال ابن حجر الهيتمي في الإعلام بقواطع الإسلام: الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم متفقون في أصل التوحيد والعقائد، وإنما الخلاف بين شرائعهم في الفروع فقط، لأن مدارها على المفاسد والمصالح، وهي تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، بخلاف مسائل أُصول الدين، فإنها لا تختلف بذلك، فمن ثم لم يختلفوا فيها. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة في جواب السؤال الفتويين: 45339، 351142.
والله أعلم.