الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بخوفك من الوقوع في العقوق، ونسأل الله تعالى أن يجنبك إياه، وأن يرزقك البر بأمك وكسب رضاها، ودخول الجنة بسبب ذلك.
واعلم أن من أعظم برك بأمك، أن تسعى في سبيل هدايتها، وخاصة فيما يتعلق بعدم المحافظة على الصلاة، فهذا من أعظم المنكرات، فاستمر في مناصحتها بالحسنى، أو سلط عليها من ينصحها من الأقارب والفضلاء، الذين ترجو أن تستجيب لكلامهم، فعسى أن يصلحها الله بسببك، وفي ذلك أجر عظيم، ففي الحديث المتفق عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدى الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
وليس في كرهك لهذه التصرفات السيئة من أمك، أو الانزعاج بسببها، وقوع في أي نوع من العقوق، ولكن المشكلة فيما إذا صدر منك أي أذى -وإن قل- أو كان إغضابك لأمك بتفريط منك، فهذا عقوق تجب التوبة منه.
ولمعرفة ضابط العقوق، راجع الفتوى رقم: 99048.
وتخوفك من أن تترتب بعض العواقب السيئة على غضبها عليك، وقولها لك إن العلم الذي تعلمته لا يفيدك شيئا، تخوف في محله، إلا أنه لا يلزم منه أن يحدث شيء من ذلك. وقد أحسنت بطلبك منها المسامحة والعفو، ونوصيك بأن تجتهد في برها، ومحاولة كسب رضاها.
والله أعلم.