الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يتعلم ما تصح به عبادته ومعاملاته، وما عدا ذلك فهو فرض كفاية على المسلمين، وانظري الفتوى رقم: 15872
وهذا القدر الزائد على الفرض العيني من العلوم الشرعية، من أعظم العلوم وأشرفها وأنفعها، لكن ذلك لا يعني تفضيل الاشتغال بتعلمه لكل أحد، وفي كل حال، فقد يكون الأفضل لبعض الناس تعلم العلوم الدنيوية النافعة؛ لكونهم أكثر إتقاناً لها، أو لشدة حاجة الناس إلى هذه العلوم.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ومن هذا يتبين أن كل علم ديني مع وسائله التي تعين على إدراكه، داخل فيما يرفع الله -من علمه وعمل به، مخلصا له- عنده درجات، وأنه مقصود بالقصد الأول.
وكل علم دنيوي تحتاجه الأمة، وتتوقف عليه حياتها، كالطب والزراعة والصناعة ونحوها، داخل أيضا إذا حسنت النية، وأراد به متعلمه، والعامل به نفع الأمة الإسلامية ودعمها، ورفع شأنها، وإغنائها عن دول الكفر والضلال، لكن بالقصد الثاني التابع، ودرجات كل متفاوتة، تبعا لمنزلة ذلك من الدين، وقوته في النفع ودفع الحاجة، والله سبحانه هو الذي يقدر الأمور قدرها، وينزلها منازلها، وهو الذي يعلم السر وما هو أخفى، وإليه الجزاء ورفع الدرجات في الدنيا والآخرة، وهو الحكيم العليم. اهـ.
وعليه؛ فالواجب عليك أن تتعلمي ما يتعين عليك تعلمه من أمور دينك، وبعد ذلك تنظرين فيما فيه نفع أكثر، وتقدمينه على غيره. وحبذا لو استشرت من تثقين بعلمه وعقله من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين العارفين بحالك وظروفك على التفصيل.
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.