محل جواز تقبيل الصبي في فمه
13-8-2003 | إسلام ويب
السؤال:
ورد في الحديث:
مجمع الزوائد للهيثمي ص.314
15150- وعن أنس قال: لما أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه يقول: لقد
كان - أحسبه قال- جميلاً، فقلت: والله لأسوأنك، إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث يقع قضيبك. قال: فانقبض.
رواه البزار والطبراني بأسانيد ورجاله وثقوا.
فهل يصح القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الحسين في فيه؟
ألا يعتبر ذلك إهانة للنبي صلى الله عليه وسلم وللحسين؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث المذكور في السؤال من حديث أنس، رواه البزار وغيره.
قال ابن كثير رحمه الله: تفرد به البزار من هذا الوجه، وقال: لا نعلم رواه عن حميد غير يونس بن عبدة وهو رجل من أهل البصرة مشهور، وليس به بأس .
وقال الهيثمي: ورجاله وثقوا .
ولا مانع من تقبيل الصبي على جهة الرحمة والشفقة به في أي موضع من وجهه ولو في فمه.
قال الرملي رحمه الله في نهاية المحتاج:
ولا بأس بتقبيل وجه صبي رحمة ومودة .
وقال زكريا الأنصاري رحمه الله في أسنى المطالب: وتقبيل خد طفل ولو لغيره لا يشتهى وسائر أطرافه شفقة ورحمة مستحب للأخبار الصحيحة في ذلك، أما تقبيلها بشهوة فحرام. اهـ
وقد صحت الأحاديث بتقبيل النبي صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين.
ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يرحم لا يُرْحم .
وفي سنن أبي داود أن المقبل كان الحسين.
وأي غضاضة في رحمة الكبير للصغير وتقبيله وملاعبته؟ بل الغضاضة في من نزع الله الرحمة من قلبه فاستنكف عن ذلك.
والله أعلم.