الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من يتعاملون مع الجان لا يطلب عندهم علاج ولا يصدقون؛ فضلا عن أن يُمتثل أمرهم بترك العبادات، ويخشى على من صدقهم من الوعيد المذكور في الحديث، ففي فتاوى اللجنة الدائمة: ومن ثبت أنه يتعامل مع الجن والأرواح الخفية في علاج المرض، فلا يجوز الذهاب إليه والعلاج عنده، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ـ خرجه مسلم في صحيحه، ولقوله عليه الصلاة والسلام: من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ـ خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بسند جيد، وهذه الأحاديث وغيرها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم، وهم الذين يدعون علم الغيب أو يستعينون بالجن، ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك. اهـ.
وسئلت اللجنة الدائمة سؤالا جاء فيه: أفيدكم علما بأن في زامبيا رجلا مسلما يدعي أن عنده جنا، والناس يأتون إليه ويسألون الدواء لأمراضهم، وهذا الجن يحدد الدواء لهم، وهل يجوز هذا؟ الجواب: لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن، ولا يجوز للناس أن يذهبوا إليه طلبا لعلاج الأمراض عن طريق ما يستخدمه من الجن ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق، وفي العلاج عن طريق الأطباء من الإنس بالأدوية المباحة مندوحة وغنية عن ذلك مع السلامة من كهانة الكهان، وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء: لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ـ رواه مسلم، وخرج أهل السنن الأربعة والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ـ وهذا الرجل وأصحابه من الجن يعتبرون من العرافين والكهنة، فلا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم. اهـ.
والله أعلم.