الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن فاوت بين الناس في الأرزاق والمعايش، فجعل بعضهم غنيًّا وبعضهم فقيرًا، كما قال جل ذكره: وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ {النحل:71}.
وليس مطلوبًا ممن وسع عليه في الرزق أن ينفق جميع ما بيده، أو أن يحرم نفسه وأهله من الطيبات التي أحلها الله تعالى له؛ ليساوي من ليس كذلك، ولكن المطلوب منه أن يؤدي ما وجب عليه في ماله من إخراج الزكاة الواجبة، والإنفاق على من وجبت عليه نفقته، وغير ذلك، ويستحب له استحبابًا أكيدًا أن يكثر من الصدقة، وبذل المعروف، والتوسعة على الفقراء والمحتاجين.
ومن ثم؛ فنصيحتنا لك هي أن تحرص على فعل ما أوجبه الله عليك في مالك، وأن تكثر من الصدقة على المحتاجين وذوي الفاقة، وكلما سددت خلة مسكين وقضيت حاجته، كان الله تعالى في قضاء حاجتك، والمال لا تنقصه الصدقة، بل تزيده، والله يضاعف لمن يشاء، فلا تمتنع عما أحل الله لك، وأباحه من الطيبات، ولكن لا تحرم نفسك ثواب الصدقة، وإعانة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، فإن ما تنفقه لك ولنفسك تقدمه، كما قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {سبأ:39}، وقال تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ {آل عمران:92}.
والآيات والأحاديث في الحث على الصدقة، وبذل المعروف كثيرة جدًّا.
والله أعلم.