الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرتِه من أمثلة للمخالفات والمعاصي، على الرغم من شناعة أكثرها، وخصوصًا في هاتين العبادتين العظيمتين؛ فإنها لا تفسدهما، بل تنقص أجر من فعلتها، وقد تخرجها من قول النبي صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. والْحَجُّ الْمَبْرُورُ هو: الَّذِي لَا رِيَاءَ فِيهِ، وَلَا سُمْعَةَ، وَلَا رَفَثَ، وَلَا فُسُوقَ، وَكَانَتِ النَّفَقَةُ فِيهِ مِنَ الْمَالِ الطَّيِّبِ، كما قيل.
بالإضافة إلى أنها قد تعود على صاحبها بالآثام والأوزار المغلظة؛ لكونها ترتكب في هذه البقاع الطاهرة المعظمة والمقدسة عند الله سبحانه؛ قال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {الحج:25}.
وكما أن بعضًا من هذه المحرمات من محظورات الإحرام التي يتوجب على من فعلها محرمًا، عالمًا عامدًا، فدية هذه المحظورات، مثل التطيب، وتبخير الملابس، فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله أينما كانت بامتثال أوامره، واجتناب معاصيه، وتذكر نعمة الله عليها وفضله أن رزقها الصحة، والعافية في الجسد، وأن مكنها من أداء مناسك الحج أو العمرة التي حرم منها الملايين من المسلمين، فتقابل هذه النعمة بالشكر، وتذكر قوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.
ينظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 14432، 37705 ، 14159، 122143.
والله أعلم.