الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أثمت بتعمدك تأخير صلاة المغرب حتى خرج وقتها، وصلاتك التي صليتها قضاء لا أداء، وقد برئت بها ذمتك، ووجب عليك التوبة إلى الله تعالى. وكان الواجب عليك إذا خشيت فوات وقت الصلاة أن تتوقف وتصلي، وكان بوسعك أن تدعوه للصلاة معك؛ لئلا تفوته الصلاة هو أيضا، وإن لم يكن يسعك ذلك، فكان يسعك الأخذ بقول من يجيز الجمع بين الصلاتين للحاجة، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 142323، وحينئذ فتنوي الجمع قبل تضيق وقت الأولى، وتجمعها مع الثانية جمع تأخير، وإذ لم تفعل، فلست جامعا بين الصلاتين والحال ما ذكر، بل صلاتك هذه قضاء؛ لأن شرط جمع التأخير حصول نية الجمع في وقت الأولى، ولا تلزم الموالاة في جمع التأخير، وانظر الفتوى رقم: 119260، ورقم: 131493.
وإذا علمت هذا، تبين لك أن صلاتيك كلتيهما صحيحتان، وأن عليك التوبة وعدم العودة لمثل هذا الصنيع، ثم اعلم أن الجماعة -وإن كانت واجبة- لكنها لا تجب في المسجد عند أكثر الموجبين لها، وانظر الفتوى رقم: 128394، ومن ثم فلا حرج عليك في نقل الزبائن، وإن فاتتك الجماعة في المسجد، لكن عليك أن تتحرى الصلاة في جماعة بقدر الإمكان.
والله أعلم.