الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج أن يصلي الصبي المميز - المحافظ على طهارته وصلاته، ولا يؤذي أهل المسجد - في وسط صفوف الرجال في صلاة الجماعة.
ومن الأدلة على ذلك: ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أقبلت راكبًا على حمار أتان, وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت, فأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف, فلم ينكر ذلك عليّ أحد.
ويجوز أيضًا أن يجعل الصبيان في صف خلف الرجال قبل أن يدخلوا في الصلاة من باب الكمال والاستحسان، لا الوجوب؛ خاصة إذا كان عددهم كثيرًا، كما يحصل في بعض مراكز تحفيظ القرآن الكريم، إن كان لا ينتج عنهم إزعاج للمصلين، كما سبق في الفتوى رقم: 45592 .
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. الذي أخرجه مسلم. فيه أمر لأولي الأحلام والنهى أن يحرصوا على القرب من الإمام، فإنه قد يحتاج إلى من ينوب عنه في صلاته، أو يصحح له قراءته، والغالب أن الصبي لا يحسن ذلك، وذلك يكون بالتبكير في الحضور لهذا الموضع، لا بالتعدي على من حضر مبكرًا والصلاة مكانه.
وينظر للفائدة هاتين الفتويين: 2750 - 8648 .
والله أعلم.