الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعتبر في المنع من الاطلاع على هذه الأسئلة، أمران: أحدهما: كون الاختبار يأتي منها، ولا يخرج عنها، بخلاف ما لو كان الاختبار لا يتقيد بهذه الأسئلة، أو كانت الأسئلة تشمل عامة المنهج.
والثاني: كون الجهة المنظمة للاختبار تمنع من نشر هذه الأسئلة، أو تسريبها، بخلاف ما لو أذنت فيه، أو سكتت عنه، فإنها حينئذ تراعي تنويع الأسئلة وعدم تطابقها.
ومقصود المنع في الحالين واضح! وهو ما في ذلك من تضييع معنى الاختبار، وعدم التمييز بين مستويات الطلاب، حيث يتساوى الكسول مع المجتهد، والمضيع مع المحصل، بل قد يفوقه في الدرجة والتقدير! وهذا من الظلم البين.
وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 177217، 272098، 329842.
وأما إن خلت الأسئلة من هذين الأمرين، فلا حرج في نشرها والاستفادة منها. وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 209512، 256189، 280876.
وأما ما ذكره السائل من أنه لا يوجد طالب لا يدرس منها!! فلا ندري مستنده في هذا الحكم؟!
وعلى أية حال، فهذا الأمر وما ذكره السائل بعده، ينبغي عرضه على الجهات المسؤولة، ومخاطبتهم في ذلك، لتعديل الوضع واستدراك الخطأ، لا أن نتماشى مع الخطأ حتى يكون هو القاعدة السائدة المعمول بها. وهذا هو ما تقتضيه الأمانة التي لا يجوز إضاعتها؛ فإنه لا يخفى أن ضياع معنى الاختبارات، واستواء الطلاب في الحصول على الشهادات، دون تأهل ولا استحقاق، يترتب عليه مفاسد عامة، وأضرار اجتماعية خطيرة، ومنها أن يسند الأمر لغير أهله، وقد جعل النبي عليه الصلاة والسلام إضاعة الأمانة، علامة على قرب خراب العالم، فقال صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قيل: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة. رواه البخاري.
والله أعلم.