الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوج المرأة محتاجاً إلى المال، فينبغي إرشاد الزوجة إلى إعطاء زوجها، فإنّه من أولى الناس بإحسانها، ففي صحيح البخاري في قصة زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنه: ...... قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَ اليَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ.
وأمّا عن استماع البنت لأمّها في الكلام عن أبيها، وما تشتكي منه، فإن كان على سبيل المشاورة وطلب النصيحة والمواساة، فهو جائز، وقد قيل قديماً:
ولا بدّ منْ شكوى إلى ذي قرابةٍ * يُواسيك أو يُسلِيك أو يَتَوجَّعُ
والله أعلم.