الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلاقة العاطفية بين الأجنبيين لا تجوز، فهذه هي المخادنة التي كان يفعلها أهل الجاهلية، وحرمها الإسلام، قال تعالى: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ{النساء:25}، وقال سبحانه: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ{المائدة:5}، وراجعي الفتوى رقم: 30003.
وإذا أوقع الله في قلب المرأة حب رجل، فالواجب عليها أن تعف نفسها، وتجتنب الوقوع معه فيما يخالف الشرع، وانظري في حكم الحب قبل الزواج، الفتوى رقم: 4220.
وإن كان الرجل صاحب دين وخلق، فلا بأس بأن تبحث عن سبيل للزواج منه، ويجوز لها أن تعرض نفسها عليه للزواج منها، فإن تم الزواج، فهذا هو المطلوب، ثبت في سنن ابن ماجة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. وإن لم يتيسر لهما الزواج، فالواجب قطع العلاقة، وأن يذهب كل منهما في سبيله.
وإن كان هذا الرجل قد لمح إليك بأمر الزنا، فهو ليس أهلا لأن تقبلي به زوجا؛ لأنه ليس مرضيا في دينه وخلقه، وقد روى الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه، فزوجوه. إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
وحاجتك إلى الزواج، لا ينبغي أن تكون دافعا لك إلى الغفلة والوقوع في حبائل شياطين الإنس والجن، وأن تكوني فريسة للذئاب البشرية الذين يخدعون بمعسول الكلام، يوردون المرأة في نهاية المطاف مورد المهالك.
فنصيحتنا لك أن تتقي الله في نفسك، وتجتنبي ما يؤدي إلى سخطه، وسيجعل الله لك فرجا من كل ضيق، ومخرجا من كل أذى، ويرزقك الزوج الصالح بمنه وكرمه، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}. ولمعرفة حكم الزواج العرفي وتفصيل القول فيه، راجعي الفتوى رقم: 5962.
نسأل المولى تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، ويفرج كربك.
والله أعلم.