الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى الكريم أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك. إنه سميع قريب مجيب.
ونوصيك أولا بالتقوى والصبر، فعاقبتهما الخير الكثير في العاجل والآجل، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، وللمزيد في فضائل التقوى والصبر، راجع الفتوى رقم: 24800، ورقم: 18103.
ثم احرص على كثرة الدعاء، فربك واسع العطاء، وهو قد أمر عباده بدعائه، ووعدهم بإجابتهم؛ فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وكلما تحققت في الدعاء شروطه وأسباب إجابته، كان أرجى للإجابة، وسبق أن بينا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 119608.
وإن كان حالك ما ذكرت، فهذا قد يغلب جانب الإصابة بالسحر ونحوه كالعين والمس.
والرقية الشرعية من أفضل أسباب علاجها، فاستمر في ذلك ولا تيأس، ولا بأس بأن تستعين ببعض الرقاة الشرعيين من أهل الخير والاستقامة، عسى الله عز وجل أن يسوق إليك الخير عن طريق أحدهم، فإنهم متسببون والشافي هو الله، هذا بالإضافة إلى الاجتهاد من جهتك بتلاوة سورة البقرة، والمحافظة على الأذكار، وخاصة في الصباح والمساء، مع المحافظة على الفرائض، واجتناب الذنوب والمعاصي، فهي من أسباب الحرمان من النعم، وانظر الفتوى رقم: 7970، ورقم: 192009.
وبخصوص حل السحر بسحر مثله، فقد سبق أن بينا الخلاف فيه، وأن هنالك من رخص فيه عند الضرورة، فراجع الفتوى رقم: 18482، وأوضحنا فيها أن الراجح عدم جوازه، وأنه لا ضرورة مع وجود القرآن، فاصبر، وستشفى بإذن الله.
وإننا نربأ بك أن تفكر في الانتحار، فضلا عن أن تقدم عليه، فماذا سيفيدك، بل فيه خسران الدنيا والآخرة، فقد جاء فيه الوعيد الشديد، كما في الفتوى رقم: 10397.
وإن كنت قد قاربت الثلاثين، فهنالك من تجاوز الأربعين ولم يتزوج بعد، فاعتبر بأمثال هؤلاء، فهذا مما قد تتسلى به ويعينك على الصبر، ولا تستسلم للشيطان وخواطره.
والله أعلم.