الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك برّ أمّك، فإنّ حقها عليك عظيم، لكن لا يجوز أن تبريها بتضييع حقّ زوجك عليك، فحقّ زوجك مقدم على حقها عند التعارض، ففي مستدرك الحاكم عن عائشة، رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله؛ أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: «زوجها» قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: «أمه».
وقال ابن تيمية (رحمه الله): الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. مجموع الفتاوى - (32 / 261)
فلا يجوز لك المبيت عند أمّك دون إذن زوجك، وإذا كانت أمّك لا تجد من يبيت معها ويرعاها، فرعايتها واجبة على أولادها جميعاً، بأنفسهم، أو باستئجار خادمة ونحو ذلك.
والمقصود أنّ عليك أن توازني بين برّ أمّك والقيام بحقّ زوجك، فلا تقصري في حق زوجك، وبري أمّك قدر استطاعتك، وإذا قمت بما عليك نحوها، فلا يضرك حينئذ عدم اعترافها ببرّك، وعدم ذكرك بخير.
لكن ينبغي أن تجتهدي في استرضائها وإلانة الكلام لها، ونحو ذلك من الأمور التي تجلب المودة، واستعيني بالله، ولا تعجزي، وأبشري بخير ببركة برّك بأمّك، فإنّه من أرجى الأعمال التي يحبها الله.
ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.