الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلم نقف على كلام للفقهاء المجيزين لدفع القيمة في زكاة الفطر حول المكان المعتبر في تحديد القيمة، هل المعتبر قيمة الطعام في المكان الذي فيه مُخْرِجُ الزكاة نفسُه، أو قيمة الطعام في البلد الآخر الذي يريد نقلها إليه؟ لكن الذي يقتضيه كلامهم في موضوع إخراج زكاة الفطر، وهل المعتبر فيه مكان المخرج أو المخرج عنه؟ يدل على أن مكان الفقير غير معتبر. فإذا انضم إليه كونهم يفضلون إخراج القيمة على إخراج الطعام كما قال في الدر المختار: وَدَفْعُ الْقِيمَةِ أَيْ الدَّرَاهِمِ أَفْضَلُ مِنْ دَفْعِ الْعَيْنِ عَلَى الْمَذْهَبِ الْمُفْتَى بِهِ ... اهــ علمنا حينئذ أن القيمة كالعين، المعتبر فيها مكان المؤدي، فيخرج الرجل المشار إليه قيمة الطعام في تركيا لا سوريا البلد المنقول إليه الزكاة، وهذا ما أفتينا به سابقا، فانظر الفتوى رقم: 220153 ، والفتوى رقم: 140294. وهذه عن كلام أهل العلم في إخراج القيمة في الزكاة.
والله تعالى أعلم.