الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتضح لنا من سؤالك ما إن كان هذا الزواج قد تم أم لا يزال الأمر في مرحلة الخطوبة. وعلى كل، فإن كان ما صدر من هذا الشاب مجرد وعد، فهنالك خلاف بين الفقهاء في حكم الوفاء بالوعد، وأكثرهم على أنه لا يجب، وهنالك قول قوي بأنه إذا دخل به الموعود في كلفة، يجب الوفاء به. كما هو مبين في الفتوى رقم: 17057.
وإن كان ما صدر منه على سبيل الشرط، فهنالك خلاف في حكم الوفاء به، والراجح عندنا الوجوب.
والخلاصة أنه إن لم يكن الزواج قد تم بعد، وخشيت أن يكون هذا الأمر مثارا للخلاف بينك وبينه مستقبلا، فانظري في أمر فسخ الخطبة، وفسخها جائز وخاصة إن دعت إليه حاجة، ويكره لغير حاجة، كما بينا في الفتوى رقم: 18857.
واقطعي في هذه الحالة كل علاقة لك به، فلا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة برجل أجنبي عنها، وراجعي الفتوى رقم: 30003.
ولا تلتفتي إلى الوراء، بل انظري فيما يستقبل، وسلي ربك أن يبدلك من هو خير منه، فهو علام الغيوب؛ قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
يسر الله أمرك، وقدر لك الخير حيثما كنت.
والله أعلم.