الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الشخص قد يكون إماما في فن من الفنون، وله يد طولى فيه، وإن كان موصوفا بالبدعة في جانب معين، فمثل الزمخشري -عفا الله عنه- إمام في اللغة بغير شك، فإطلاق الإمامة عليه في هذا الجانب لا محظور فيه على فرض أن أحدا ما أطلقه عليه، وأما نحن فمن نصفه بالإمام غالبا هو من كان رأسا في العلم، له أتباع يعرفون بالانتماء إلى مذهبه؛ كالأئمة الأربعة المعروفين، وقد نطلق هذا اللقب أو ما في معناه على بعض كبار أصحابهم ممن عرفوا بتقدم القدم في العلوم، وشهد لهم معاصروهم ومن بعدهم بالحذق والدراية؛ سواء بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق، أو كانوا مجتهدين في مذاهبهم، وقد ننقل عن بعض من عرفوا بالبدعة فيما نبغوا فيه من مجالات العلم، كما ننقل عن الزمخشري في التفسير وما يتعلق بعلوم اللغة إلى غير ذلك، ونحن لا ننقل في باب الأحكام الشرعية والفروع الفقهية إلا من الكتب المعتمدة في المذاهب الأربعة، أو كلاما للأئمة المحققين المعروفين بالاجتهاد ومتابعة الأثر؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية ومن نحا نحوه.
وأما الشخصان المسؤول عنهما: فأحدهما: وهو ابن العماد فهو فقيه مؤرخ عالم بالأدب، ترجمه الزركلي في الأعلام فقال ما عبارته: عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي، أبو الفلاح: مؤرخ، فقيه، عالم بالأدب. ولد في صالحية دمشق، وأقام في القاهرة مدة طويلة، ومات بمكة حاجا. له (شذرات الذهب في أخبار من ذهب - ط) ثمانية أجزاء، و (شرح متن المنتهى) في فقه الحنابلة، و (شرح بديعية ابن حجة - خ) في قطر، ورسائل، منها (معطية الأمان من حنث الأيمان - خ) بخطه، عندي [ثم طُبعت. انتهى.
وأما المسؤول عنه من المعاصرين فليس من اختصاص موقعنا، ولا مما نعنى به تقويم الأشخاص المعاصرين والحكم عليهم.
والله أعلم.