الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس ما ذكرته صحيحًا؛ لأن الإنسان لا بد ساع في طلب ما قدر له من الرزق، فإما أن يأخذ بالأسباب الشرعية، فيناله من حله، وإما أن يأخذ بضدها، فيناله من غير حله.
ومن قعد عن طلب الرزق، لا يلزم أن يأتيه رزقه من حرام، فقد يرث مالًا، أو يوهب له ما ينفق منه، أو يحصل غير ذلك من وجوه التملك المباحة.
وإن قعد عن طلب الرزق مع كونه قادرًا على التكسب، وتكفف الناس، وسألهم ما بأيديهم، فقد ترك الطلب المباح، وتسبب إلى الرزق بوجه غير مباح، وهو مسألة الناس، فقد يكون ما ذكرته أغلبيًّا، بمعنى أن من لم يطلب الرزق من حله، فإنه في الغالب يتكفف الناس، أو يعدل إلى طلبه من طريق محرم، لكن لا يمكن الجزم باطراد هذا، وأنه حاصل ولا بدّ.
والله أعلم.