الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام، وهو مشروع سواء كان الاجتماع عاما أو خاصا، وسواء كان المنصوح ذا علاقة بك أو لا، ويكون النصح واجبا عند رؤية واجب يترك أو محرم يفعل، ويكون مستحبا عند رؤية مكروه يفعل أو مستحب يترك، وسواء في ذلك -كما ذكرنا- الاجتماعات الخاصة والعامة، ومن يجلس بجوارك وغيره ممن ترينه يترك المعروف أو يفعل المنكر، وشرط ذلك القدرة على الإنكار، وأمن حصول مفسدة أعظم.
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب وضوابط بيناها في فتاوى كثيرة، وتنظر منها الفتاوى التالية أرقامها: 348820، 339061، 326932، 318301 ، 295954، وغيرها من الفتاوى في موقعنا كثير.
وأما النصح والإرشاد العام بمعنى بذل النصيحة للحاضرات معك في الاجتماع، وتذكيرهن بالله تعالى، وببعض فضائل الأعمال مثلا، وإن لم يكن ثَمَّ منكر يلزم إنكاره؛ فهو فعل حسن مرغب فيه، وسواء كان الاجتماع عاما أو خاصا كذلك، فإن هذا من الدعوة إلى الله تعالى، وهي مشروعة لكل أحد بشرط أن يكون عالما بما يدعو إليه، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}، وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}.
والله أعلم.