الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالحكمة من خلق الناس، وأمرهم ونهيهم هو تعبيدُهم لربهم، واختبارُهم؛ هل يطيعون مولاهم أم يطيعون هواهم، فنحن في هذه الدنيا في اختبار وامتحان، قال تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ... {سورة الملك: 2} ولو كانت التكاليف موافقةً لهوى الإنسان في كل شيء لما ظهر المطيعُ من المعاندِ، والمتعبدُ من المستكبرِ، قال ابن القيم: لِيَبْلُوَ عِبَادَهُ، فَيَظْهَرُ مَنْ يُطِيعُهُ وَيُحِبُّهُ وَيُجِلُّهُ وَيُعَظِّمُهُ مِمَّنْ يَعْصِيهِ وَيُخَالِفُهُ. اهـ.
والله تعالى لا يكلف العباد ما لا يطيقون، والمؤمن شعاره أمام هذه التكاليف { فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } و{ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا }، فنوصيك أخي السائل بأمك خيرا، ولا تنس أنها وإن أساءت إليك فقد أحسنت إليك كثيرا، لا سيما وأنت في أمس الحاجة إلى الإحسان والمساعدة حين كنت طفلا، فلا تهدم كثير إحسانها بقليل إساءتها، فإن هذا ليس من شيم الكرام، ولا من أفعال أهل المروءة.
والله تعالى أعلم.