الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان شعورك بخروج هذه القطرات مجرد شك ووهم، فلا تلتفت إليه، ولا تفتش وتبحث عما إذا خرج منك شيء أو لا، بل ابنِ على الأصل، وهو عدم خروج شيء منك، واستصحبه؛ حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه.
وإذا حصل لك اليقين بخروج هذه القطرة، فلا يجب عليك تبديل ثيابك، وإنما يجب عليك أن تغسل الموضع الذي أصابه البول من ثيابك، وتصلي، ويرى المالكية أنه يعفى عن هذه القطرات، ما دامت تخرج مرة فأكثر في اليوم، فلا يجب تطهيرها، ولكن يجب الوضوء بعد خروجها، وانظر لبيان مذهبهم الفتوى رقم: 75637.
ويسعك العمل بهذا المذهب؛ دفعًا للمشقة، وذلك إذا تعذر عليك تطهير الثياب، وانظر الفتوى رقم: 134759.
والاحتياط أن تجتهد في تطهير ثيابك، إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيع أن تحلف عليه أنه قد أصابتها نجاسة، وبدون هذا اليقين فدع الشكوك، ولا تعرها اهتمامًا.
ولا تفتح على نفسك باب الوساوس؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.