الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أفتينا بمنع المرأة من محادثة الرجال عبر الإنترنت، إذا كان من خلال غرف الدردشة الخاصة؛ فإن هذا مدعاة للفتنة، كما هو الحال في خلوة الرجل بالمرأة، فإن ذلك مدخل للشيطان، ويتأكد المنع في حقك بحديث هذا الرجل إليك فيما يتعلق بأمر وقوعه في الزنا، فهذا من دواعي الفتنة كذلك، فلا يجوز لك الاستمرار في محادثته، ويجب عليك الابتعاد عنه، ولست مسؤولة عنه؛ حتى تتعللي بأنك تخشين فساده، إن ابتعدت عنه، فقد تكون هذه حيلة من الشيطان، وذريعة منه؛ ليفسد عليك دينك، والمسلم مطالب بأن يبحث عن سبيل لنجاة نفسه أولًا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.
وقد أساء هذا الرجل، وأتى فعلًا محرمًا بكونه تكلم بما فعل من معصية، وقد ستر الله عليه، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. فيجب عليه أن يتوب، ويستر على نفسه.
وعليه أن يسارع إلى الزواج؛ ليقي نفسه الشر، والزواج يجب في حق من يخشى على نفسه الفتنة، فكيف بمن كان واقعًا فيها؟! وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3011، والفتوى رقم: 123622.
والله أعلم.