الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأتما خطأ عظيما، والواجب عليكما أن تتوبا إلى الله توبة نصوحًا.
ومن شروط التوبة أن الذنب إذا تعلق بحق آدمي، فلا بد من رد الحق إليه، وقد صار هذا المال ملكًا للورثة بعد موت أبيكم -رحمه الله-، فالواجب عليكما أن تدفعا لكل وارث حصته من هذا المال، ولا تبرأ ذممكما إلا بهذا.
ولا يجوز لكما جعله صدقة عن أبيكما إلا بإذن الورثة.
ولا يشترط إعلام الورثة بوجه أخذكما المال، بل إذا حصل المقصود من دفع المال إليهم، أجزأكما ذلك، وتنظر الفتوى رقم: 139763، وقضاء هذا الدين مقدم على فعل الصدقات الجارية؛ سواء أردتما فعلها عن نفسيكما أم عن والدكما -رحمه الله-.
والله أعلم.