الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، ويعينك على بر والديك، وييسر لك تحصيل العلم ومذاكرته، واعلم أنّ برّ الوالدين وطاعتهما في المعروف من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات.
فاحرص على طاعة والديك فيما يأمرانك به من الأمور النافعة التي لا تضرك، واجتنب ما يغضبهما، فاحرص على مذاكرة اللغة العربية والاجتهاد فيها قدر استطاعتك ، وسدد وقارب، واستعن بالله تعالى، واحرص على إلانة الكلام لهما، والبعد عن كل ما يؤذيهما.
واعلم أنّ برّ الوالدين من أعظم أسباب إعانة الله للعبد، وتوفيقه للعلم النافع والعمل الصالح، ومن أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، فعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
قال المباركفوري –رحمه الله- : قَالَ الْقَاضِي: أَيْ خَيْرُ الْأَبْوَابِ وَأَعْلَاهَا، وَالْمَعْنَى أَنَّ أَحْسَنَ مَا يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى دُخُولِ الْجَنَّةِ وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى وُصُولِ دَرَجَتِهَا الْعَالِيَةِ مُطَاوَعَةُ الْوَالِدِ، وَمُرَاعَاةُ جَانِبِهِ. اهـ من تحفة الأحوذي.
والله أعلم.