الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فسعي الموظف المذكور في إتمام معاملة ما سمسارًا لا يبذل فيها منصبه، كما ذكرت في قولك: (ليس له أدنى علاقة لا من بعيد ولا من قريب بعمله الرسمي، ووزارته، أو بأي مؤسسة حكومية، كما أنه لا يستعمل منصبه الرسمي لتحقيق مكاسب غير شرعية وقانونية لصديقيه اللذين توسط بينهما لأخذ العمولة) إذا كان كذلك، فلا حرج عليه -إن شاء الله- فيها، ولا فيما يعطاه مقابل سمسرته، لكن لا بد أن يحذر هذا المسؤول من أخذ ما يعطاه بغرض التأثير عليه، وكسب وده؛ ليجامل المعطي في مجال عمله، ووظيفته؛ فأصحاب الوظائف قد يعطون هدايا، أو تقبل شفاعتهم، ووساطتهم؛ للتأثير عليهم، والطمع في محاباتهم من خلال وظائفهم، فيكون ذلك من قبيل الرشوة المحرمة، وقد بوب الإمام البخاري بابًا، فقال: باب من لم يقبل الهدية لعلة. وقال عمر بن عبد العزيز: كانت الهدية في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، واليوم رشوة. اهـ.
والله أعلم.