الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على البر بوالديك، وعلى السعي لمحاولة الإصلاح بينهما، ونسأله أن يكسبك رضاهما، وأن يرضى سبحانه عنك.
أما ضرب الوالد فلا يسوغ بحال من الأحوال، وهو من أبشع أنواع العقوق، فإذا كان مجرد التأفف منه، أو الإغلاظ عليه في القول عقوقًا منهيًّا عنه بنص الآية: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}، فكيف بالضرب؟ فبر الوالد واحترامه وتوقيره، من حقه على ولده، وإن أساء وظلم، كما بيناه في الفتوى رقم: 299887.
فبادر بالتوبة إلى الله تعالى مما صدر منك، وابذل جهودك لإرضاء والدك، والعمل على بره، والإحسان إليه، ولا شك في أن ما ذكرته عن أبيك في تصرفاته مع أمك ومعكم كأولاد، يعتبر من جملة المنكرات، بل فيها نوع من الظلم، فنوصي بكثرة الدعاء له بخير -عسى الله عز وجل أن يلين قلبه، ويبدل حاله، ويرزقه صوابه ورشده، فهو مجيب الدعاء-، كما قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، وينبغي الحرص على مناصحته بالحسنى، ولو بتسليط بعض الفضلاء عليه ممن يرجى أن يسمع لقوله ويستجيب.
والله أعلم.