الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن ما يصيب الإنسان من حوادث وغيرها لا يعتبر شرا محضا، بل هو ذخر له يوم القيامة، وكفارة لخطاياه.
ففي الصحيحين عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. ثم إن ادعاء القدرة على إزالة ما سميته بالتابعة هو من الكذب والشعوذة التي لا يجوز تصديقها ولا إتيان صاحبها، فما سيصيب الإنسان لن يخطئه، وما سيخطئه لن يصيبه مهما فعل به من طلاسم وجداول وأشكال ورموز وأرقام.
قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة: 51].
وأخرج
الترمذي من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وروى أبو داود والترمذي أن عبادة بن الصامت قال لابنه: يا بني: إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وبهذا تعلم أنه لا وجود لما يسمى عندكم بالتابعة، وإنما هناك قدر يجب علينا أن نؤمن به خيره وشره.
فالمصائب والنكبات مقدرة في الأزل، وهي من كسب الإنسان.
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30].
وغالبا ما يكون ذلك لمصلحة المصاب، ليفيق من غفلة أو يرعوي من ضلال، ولكن الشيطان يعبث بعقول أوليائه، فيصور لهم وجود قوى غيبية تفعل الأفاعيل، ويمكن دفعها عن طريق السحر والكهانة. وننبه الأخ السائل إلى مراجعة فتوى سابقة برقم: 14326بينا فيها حقيقة التشاؤم وحكمه.
والله أعلم.