الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت في سؤلك أنه تبين لك كون العمل الذي كنت تعمله غير شرعي، ولم تتوقف عن التفكير في المال الذي جنيته من ذلك العمل. هل تتخلص منه؟ وهل هو في حكم الحرام؟
والجواب: أن المال المكتسب من خلال منافع محرمة شرعا يعتبر كسبا خبيثا، لكن ذكر بعض أهل العلم أن من كسب مالا حراما، وهو جاهل بحرمته، ثم تاب، فله الانتفاع بما اكتسبه، لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة:275}.
وأما العالم بالحرمة فلا عذر له، بل عليه التخلص من قدر الحرام في ماله في المصالح العامة للمسلمين، أو يدفعه للفقراء والمساكين، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: الذي يظهر لي: أنه إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ، وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام، فلا يخرج شيئاً، وقد قال الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة:275} أما إذا كان عالماً، فإنه يتخلص من الربا بالصدقة به، تخلصاً منه، أو ببناء مساجد، أو إصلاح طرق، أو ما أشبه ذلك. اهـ.
والله أعلم.