الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلم نعثر على هذا الكلام في شيء من كتب السنة ودواوينها، ولا في الكتب المصنفة في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولا شك في خطورة ترك الأمر بالمعروف، وترك النهي عن المنكر، وفي الحديث: والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه، فلا يستجاب لكم. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. وحسنه الألباني.
وقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كالفتوى رقم: 28638، والفتوى رقم: 350050، ولكن الكلام المذكور في السؤال لم نعثر عليه منسوبًا للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أنه لا تجوز نسبة حديث للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يُعلم أنه ثبت عنه بأسانيد صحيحة، أو حسنة.
ولا يجوز للمسلم أن ينشر شيئًا من الأحاديث إلا بعد التأكد من ثبوت نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس كل ما يقال: إنه حديث يبادر إلى نشره من غير تثبت، فإنه إن لم يتثبت ربما نشر حديثًا مكذوبًا، فيكون أحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويناله الوعيد المذكور في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، وصححه شعيب الأرناؤوط، وفي حديث ابن عباس عند الترمذي، وحسنه: اتَّقُوا الحَدِيثَ عَنِّي إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
والله تعالى أعلم.