الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجميع ما في الكون بسماواته وأرضه، وما بينهما ملك لله وخلق له سبحانه، وسواء في ذلك شريف المخلوقات ووضيعها، وطيبها وخبيثها، وكل ما خلقه الله وأوجده في هذا الكون، فقد خلقه لحكمة بالغة، فلم يخلق شيئا عبثا سبحانه وبحمده.
فعليك أن تستحضري هذا المعنى عند تلاوة ما يفيد عموم ملك الله تعالى، وأن تتأملي سعة هذا الملكوت، وكيف أحاط الله به جميعه، فخضعت كل ذراته له سبحانه وتعالى.
وأما هذه الأفكار التي تقع في قلبك فإنها لا تضرك، ويظهر أنها من جملة الوسواس المتسلط عليك، فالأولى لك الإعراض عنها، وأن تستحضري ما أسلفنا من المعاني.
والله أعلم.