الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور نبينها لك، وببيانها يتضح جواب جميع ما سألت عنه.
أولا: يظهر لنا أنك مصاب بالوسوسة، فإن كان كذلك فعليك طرح الوساوس جملة وعدم الالتفات إليها، ولا تحكم بأنه قد خرج منك شيء بمجرد الشك، واستصحب الأصل وهو الطهارة حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بخلاف ذلك، وانظر الفتوى رقم: 51601.
ثانيا: إذا كنت متيقنا مما ذكرت وكان جميع ما ذكرته صحيحا لا مجرد وسوسة فأنت والحال هذه في حكم صاحب السلس، لأن من لا ينضبط حدثه فيوجد عنده زمن يتسع لفعل الطهارة تارة ولا يوجد أخرى، ويزيد هذا الزمن تارة وينقص أخرى، ويتقدم تارة ويتأخر أخرى، فحكمه حكم صاحب السلس، وانظر الفتوى رقم: 136434، وعلى هذا فعليك أن تتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت ما دمت لا تعلم زمنا معينا ينقطع فيه الحدث.
ثالثا: صلاة الحاقن مكروهة، فلا تصل وأنت حاقن ولو استمسك البول، ولكن اقض حاجتك وصل فإن صلاتك والحال هذه جائزة مع وجوب الوضوء لكل صلاة على ما ذكرنا.
رابعا: إذا توضأت بعد دخول الوقت فاخرج إن شئت، وتنزه إن شئت، وصل في جماعة ما دام الأمر -كما ذكرت- من كونك لا تعلم وقتا محددا ينقطع فيه الحدث، وكذا الجمعة فصلها إن علمت أن حدثك لا ينقطع في أثنائها.
خامسا: لا يجب عليك شيء مما ذكرت من القيام للتبول ليلا، ولا يحرم عليك معاشرة زوجتك ولا غير ذلك.
سادسا: إن علمت أن البول ينقطع في وقت محدد فحينئذ يزول عنك وصف السلس، وتنتظر حتى يأتي هذا الوقت المعلوم فتتوضأ فيه وتصلي.
والله أعلم.