الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالاغتسال للإحرام بالعمرة أو الحج، مسنونٌ وليس بواجب، فلا يجب عليك الاغتسال لا بعد انتهائك من العمل، ولا قبل ذلك، ولو تركته لم يكن عليك إثمٌ، وصح إحرامك، فهو مستحب وليس بواجب.
قال ابن المنذر في الإجماع: وأجمعوا على أن الاغتسال للإحرام، غير واجب ... اهــ.
والأفضل أن يتصل الغسل بالإحرام، فتغتسل قبل الإحرام مباشرة، ولو اغتسلت قبل الذهاب للعمل، ثم أحرمت بالعمرة بعد الانتهاء من العمل، فنرجو أن يكون لك نصيب من أجر هذه السنة، حيث يرى بعض الفقهاء أن وقت الاغتسال للإحرام موسع، ويرى المالكية أن سنية الاغتسال مقيدة بوقوعه متصلا بالإحرام.
جاء في الموسوعة الفقهية: وَوَقْتُ هَذَا الاِغْتِسَال مُوَسَّعٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ فِي الأْظْهَرِ مِنْ مَذْهَبِهِمْ. وَهُوَ مَذْهَبُ الْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ. وَثَمَرَةُ الْخِلاَفِ أَنَّهُ لَوِ اغْتَسَل ثُمَّ أَحْدَثَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، يَنَال فَضِيلَةَ السُّنَّةِ، وَلاَ يَضُرُّهُ ذَلِكَ. وَأَلْحَقَ الشَّافِعِيَّةُ هَذَا الْغُسْل بِغُسْل الْجُمُعَةِ، فَدَل عَلَى أَنَّهُ مُوَسَّعٌ، كَمَا هُوَ حُكْمُ غُسْل الْجُمُعَةِ، أَمَّا الْمَالِكِيَّةُ فَقَيَّدُوا سُنِّيَّةَ الْغُسْل بِأَنْ يَكُونَ مُتَّصِلاً بِالإْحْرَامِ .. اهـ.
والله تعالى أعلم.