الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعبارة المنقولة من الفتوى السابقة برقم: 5827 إنما هي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وليس فيها إثبات السببية لحركة النجوم والأفلاك! وإنما فيها تقرير الكلام على تقدير ثبوت ذلك، ونص كلامه - رحمه الله -: وذلك أن مبنى علمهم على أن الحركات العلوية هي السبب في الحوادث، والعلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب، وهذا إنما يكون إذا علم السبب التام الذي لا يتخلف عنه حكمه، وهؤلاء أكثر ما يعلمون - إن علموا - جزء يسير من جملة الأسباب الكثيرة، ولا يعلمون بقية الأسباب، ولا الشروط، ولا الموانع ... اهـ.
ويكفيك وضع هذه الجملة الاعتراضية: (إن علموا)، مع قوله: (أكثر ما يعلمون .. جزء يسير).
وعلى ذلك؛ فنحن لا نثبت أن النجم سبب للمطر، وإنما غاية الأمر أن يكون طلوعه علامة على وقت المطر وإبان نزوله، فالنسبة إليه نسبة وقت، لا نسبة إيجاد، ولا نسبة سبب، وقد سبق لنا بيان ذلك تفصيلا في الفتويين: 132607، 134029.
والله أعلم.