الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت كتبت شيئًا من القرآن مع الشك فيه دون يقين، أو غلبة ظن بصحته، فقد وقعت في أمر محرم شرعًا، ووجه ذلك:
أن قراءة القرآن مع الشك في المتلو، لا تجوز، حتى تحصل غلبة الظن بصحة المقروء، كما في الفتوى رقم: 252163، والفتوى رقم: 184133.
وكتابة القرآن داخلة في ذلك، فقد جعل بعض العلماء لكتابة القرآن، حكم القراءة في حق الجنب، ونحوه، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ويحرم على الجنب أن يكتب القرآن، وذلك عند المالكية، وهو وجه مشهور عند الشافعية. وقال محمد بن الحسن: أحب إليّ أن لا يكتب؛ لأن كتابة الحروف تجري مجرى القراءة. اهـ.
فمن باب أولى أن يكون لكتابة القرآن حكم قراءته في المنع حال الشك في صحته؛ لما في ذلك من صيانة القرآن وتعظيمه.
وعلى كل حال؛ فإن كتابة القرآن الكريم مع الشك في الصحة ليس بكفر أبدًا، وإنما هو ذنب يستوجب التوبة، والاستغفار.
والله أعلم.