الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لأبيك أن يجتهد في التخلق بالأخلاق الحسنة، وأن يكون رحيمًا رفيقًا مع أولاده، ولا يقسو عليهم، فالحزم ليس بالقسوة، بل الرفق في موضعه أنفع، وأحسن، وأحب إلى الله من الشدة، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا عَائِشَةُ؛ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ، يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ. رواه مسلم.
وحبذا لو نصحتموه في ذلك بأدب، ورفق، أو وسطتم من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين من ينصحه بذلك.
والواجب عليكم أن تبروه، وتحسنوا إليه مهما كان حاله، فإنّ حق الأب على أولاده عظيم، وبرّه من أعظم أسباب رضوان الله، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه، والترمذي.
والله أعلم.