الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تناصح إخوتك، وتبين لهم بلين ولطف خطأ ما يفعلونه، وأنهم يعرضون أنفسهم لسخط الله تعالى، ويمكنك توسيط من يكلمهم ويناصحهم في ذلك، وأما أبواك فصلتهم وبرهم واجب عليك بما تيسر، وجالسهما وكلمهما واشرح لهما وجهة نظرك، وبين لهما أن زوجتك ليست مقصرة، وأنها تتعرض للظلم من جهة إخوتك، فإن استجابا وتفهما وجهة نظرك، فالحمد لله، وإلا فذمتك بريئة تجاههما، فافعل ما تستطيعه من برهما، ولا إثم عليك لجفوتهما وإعراضهما عنك.
وأما إخوتك فصلهم بالمعروف، فإن ذلك خير لك، فليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها، كما ثبت في الحديث، وإن كانوا يؤذونك -كما ذكرت- فيجوز لك هجرهم، لكن الأولى استصلاحهم، ومحاولة تحسين العلاقة معهم ما أمكن.
وأما زوجتك فلا يلزمك طلاقها لكلام أحد، ولا يلزمك الاستجابة لأمر والديك بطلاقها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 140050.
والله أعلم.