الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا نستطيع الجزم بحال تلك المرأة، لكن قولها لك: إن امرأة تقف في طريقك وتحقد عليك ... ثم أخذُها اسم المرأة إلخ. مثل هذا إنما يقوله ويفعله في العادة الكهنة الدجالون، وليس من يعالج بالقرآن والأدعية النبوية. وعلى ما يبدو من سؤالك أنك لم تجالسها، وأنت تعتقد أنها كاهنة أو مشعوذة. وعليه، فنرجو أن لا يكون قد لحقك إثم بما فعلت، وأن لا يكون الوعيد المذكور متناولا لحالتك؛ لأن الوعيد إنما يتناول من جاءها، وجلس معها، وهو عالم بحالها، أو صدقها، ذلك هو المشمول بالوعيد الوارد في قول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. رواه مسلم. وعند أحمد وأبي داود وغيرهما: مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ. ومعنى عدم قبول الصلاة أنه لا يُثَابُ عليها، وليس المعنى أنه يتركها، أو يصليها، ثم يؤمر بإعادتها بعد الأربعين.
وطريقة التخلص من هذا الإثم والنجاة من الوعيد يكون بالتوبة الصادقة، وذلك بالندم، والعزم على عدم الجلوس معها مستقبلا، ولا تصديقها، ومن تاب، تاب الله عليه.
وأما الحديث الذي ورد فيه أن توبته لا تُقبلُ أيضا أربعين ليلة، وهو حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا: مَن أتى كاهِناً فسأَلهُ عن شَيْءٍ؛ حُجِبَتْ عنه التوبَةُ أربعينَ لَيْلَةً. فهو حديث ضعيف جدا، كما قال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب.
وعلى كل حال، فتب إلى الله أخي السائل، وأقم الصلاة كما أمرك الله تعالى، وستُقبلُ صلاتك إن شاء الله تعالى.
والله تعالى أعلم.